دير مار ثيودوسيوس معروف أيضا بدير ابن عبيد نسبة لموقعه في قرية العبيدية، وهو عبارة عن شبه قلعة مبنية على تلة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاندماج مع قداسة المكان وتراثه الديني الذي يعود تاريخه إلى الحركة الرهبانية التي انتشرت في فلسطين بين القرنين الرابع والسابع ميلادي. تم بناء الدير، المعروف محليا ب "دير مار سابا القريب"، على يد القديس ثيودوسيوس في عام 465 ميلادي، ومثل "دير مار سابا البعيد"، يعتبر هذا المبنى الشامخ من أقدم الأديرة التي لا تزال مأهولة في العالم. يحكى أن الدير مبني فوق المغارة التي استراح فيها المجوس عندما قدموا من بلاد الفرس ليشهدوا ميلاد السيد المسيح، وتعتبر هذه المغارة من أهم معالم الدير إذ كانت تستخدم في الماضي ككنيسة ومن ثم تحولت إلى مقبرة. اكتسب الدير زخمه بين القرنين الخامس والسابع ميلادي عندما كان يحتوي على أربعة كنائس ويأوي أكثر من 700 راهب يعيشون في داخله وما يزيد عن 2500 راهب وراهبات يعيشون حياة النسك والعزلة بالقرب من الدير. كما خدم الدير كمستشفى وميتم وبيت للمسنين ومأوى للفقراء، وقام القديس ثيودوسيوس أيضا ببناء مدرسة تخرج منها معظم البطاركة المقدسيين، من بينهم البطريرك سفرونيوس الذي سلم مفتاح القدس للخليفة الراشدي عمر بن الخطاب. اجتاح الفرس الدير عام 714 ميلادي وقتلوا عدد كبير من الرهبان، وفي وخلال السنوات اللاحقة، تعرض الدير لهجومات إسلامية وأصبح مأوي لقبيلة أم عبيد. وفي عام 1881، قامت كنيسة الروم الأرثوذكس بشراء بقايا آثار الدير من البدو ووضعوا حجر الأساس لبنائه من جديد عام 1952 فوق آثار وفسيفساء يعود تاريخها لزمن البيزنطيين والصليبيين.