يقع مركز بيت لحم التاريخي على رأس قمة تطل على تلال القدس من الشمال وحقل الرعاة من الشرق. وفقا للمراجع، يعود تاريخ المدينة إلى زمن الكنعانيين، وعندما ربطت الملكة هيلينا مكان ميلاد السيد المسيح في موقع كنيسة المهد اكتسبت بيت لحم مكانتها. البلدة القديمة التي يبلغ عدد سكان حوالي 5,000 نسمة، ما زالت تعكس قوام التراث العثماني، من شوارع وممرات ضيقة، مجموعات مكثفة من مباني الحجر الأبيض، نوافذ ضيقة على شكل أقواس، وقناطر تربط الممرات والمسارات بالمنازل. على بعد مسافة، منظر المدينة في الأفق يشكل لوحة من الأبراج والقبب والقمم، وبعض الأسطحة القرميدية التابعة للأديرة التي بنيت في أواخر القرن التاسع عشر عندما شهدت المدينة ازدهار اقتصادي ومعماري. خلال السنوات التي سبقت قدوم الألفية الثالثة، كانت فكرة تطوير وترميم البلدة القديمة من أولويات السلطة الفلسطينية التي دعت منظمة اليونسكو لتقييم الوضع الفيزيائي والمعماري للبلدة القديمة وتقديم خطة تنفيذية تنهض ببيت لحم لاستقبال الألفية الجديدة. ومنذ ذلك الحين، تم ترميم البنية التحتية للمدينة وتأهيل مبانيها القديمة ونفخ نفس جديد في حياتها الثقافية. وفي عام 2014، تم إدراج مسار البطريرك وكنيسة المهد على قائمة التراث العالمي، الأمر الذي أكد الأهمية التاريخية للمدينة. حارات بيت لحم تأسست حارات بيت لحم في القرن السادس عشر، وهي تعكس النسيج الاجتماعي للمدينة وانتماء المجتمع لنظام الحمائل، وبذلك سميت كل حارة وفقا لحمولتها. بالرغم من تواهن هذا النظام على مر الزمن، إلا أن العديد من العادات والتقاليد المرتبطة به لا تزال تمارس ليومنا هذا وتمثل جزءا من التراث الحي في بيت لحم. في الماضي، تمحورت حياة الحارات حول كنيسة المهد التي كانت تعتبر مركز التطور الحضري للمدينة. يحكى أن حارة النجاجرة الواقعة غرب ساحة المهد، هي أول حارة نشأت في بيت لحم. ووفقا لشهادات من التاريخ الشفوي، النجاجرة هم من سلالة الغساسنة التي كانت أول قبيلة مسيحية في المنطقة، أتوا من نجران، من شمال اليمن، وأسسوا رابطة مع مجموعة أخرى من العائلات، وهم الغثابرة، الذين قدموا من اليونان خلال الفترة المسيحية الأولى. وهنالك العديد من القصص الشيقة فيما يتعلق بالحمائل السبعة الأخرى التي تشكل مجتمع السكان الأصليين لمدينة بيت لحم، منهم حمولة الفراحية، التي تعود جذورها إلى وادي موسى، شرق نهر الأردن. اكتسبوا لقبهم من البطريرك فرح، وعندما أتوا إلى بيت لحم، أسسوا حارتهم بالقرب من شارع النجمة. خلال الفترة الصليبية، تم تأسيس حارة التراجمة التي لقبت بهذا الاسم نسبة لرجال إيطاليين قدموا إلى بيت لحم وتزوجوا من نساء مسيحيات في فلسطين وعملوا كمترجمين للرهبان الفرنسيسكان والحجاج. وابان الفترة العثمانية في أوائل القرن السادس عشر، تم تأسيس ثلاثة حارات أخرى: حمولة عنتر القادمين من الفردوس أسسوا حارة العناترة جنوب ساحة المهد، حمولة القواوسة الذين جاء لقبهم نسبة لرجل طويل القامة كان يلبس بدلة مقصبة وطربوش أحمر، ويحمل على جنبه سيف وبيده عصا من المعدن، يدق بها على الأرض عند استقبال رجال الدين والذوات، وحمولة الحريزات الذين أتوا من قرية أم طوبا الواقعة جنوب مدينة القدس. في عام 1780، تم تأسيس أول حارة مسلمة بعد قدوم جماعة من المسلمين من قرية فاغور، بالقرب من برك سليمان، ووضعوا أياديهم في أيادي المسيحيين احتجاجا على دفع الضرائب للدولة العثمانية. هناك أيضا حارة السريان، التي لا تشكل جزءا من حارات بيت لحم التاريخية، إلا أن أهاليها قدموا من تركيا قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى واستقروا في بيت لحم.